سورة الليل - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الليل)


        


{وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)}
{وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ} أي ولا يغنى عنه على أن ما نافية أو أي شيء يغنى عنه ماله الذي يبخل به على أنها استفهامية {إِذَا تردى} أي هلك تفعل من الردي وهو الهلاك قاله مجاهد وقيل تردي في حفرة القبر وقال قتادة وأبو صالح تردي في جهنم أي سقط وقال قوم ترى باكفانه من الرداء وهو كناية عن موته وهلاكه.


{إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)}
{إِنَّ عَلَيْنَا للهدى} استئناف مقرر لما قبله أي إن علينا وجب قضائنا المبني على الحكم البالغة حيث خلقنا الخلق للعبادة أي ندلهم ونرشدهم إلى الحق أو أن نبين لهم طريق الحدى وما يؤدي إليه من طريق الضلال وما يؤدي إليه وقد فعلنا ذلك بما لا مزيد عليه فلا يتم الاستدلال بالآية على الوجوب عليه عز وجل بالمعنى الذي يزعمه المعتزلة وقيل المراد أن الهدى موكول علينا لا على غيرنا كما قال سبحانه: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} [القصص: 56] وليس المعنى أن الهدى يجب علينا حتى يكون بظاهره دليلًا على وجوب الأصلح عليه تعالى عن ذلك علوًا كثيرًا وفيه أن تعلق الجار بالكون الخاص أعني موكولًا خلاف الظاهر ومثله ما قيل أن المراد ثم أن علينا طريقة الهدى على معنى أن من سلك الطريقة المبينة بالهدى والإرشاد إليها يصل إلينا كما قيل في قوله تعالى: {وعلى الله قصد السبيل أي من سلك السبيل} [النحل: 9] القصد أي المستقيم وصل إليه سبحانه:


{وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}
{وَإِنَّ لَنَا لَلاْخِرَةَ والاولى} أي التصرف الكلي فيهما كيفما نشاء فنفعل فيهما ما نشاء من الأفعال التي من جملتها ما ذكرنا فيمن أعطى وفيمن بخل أو أن لنا ذلك فنثيب من اهتدى وأنجع فيه هدانا أوان لنا كل ما في الدارين فلا يضرنا ترككم الاهتداء وعدم انتفاعكم بهدانا أو فلا ينفعنا اهتداؤكم كما لا يضرنا ضلالكم فمن اهتدى {فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} [يونس: 108].

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7